تم الإرسال بنجاح، شكراً لك!
والدكتور سعد الحميدأما الدليل الذي يراه الباقلاني على إثبات إمامة عمر بن الخطاب، ويستند ابن خلدون (808 هـ- 1405م) في مشروعية العهد على دعامتين: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَوقد تناول ابن تيمية هذه الطعون الثلاثة بالتفنيد والرد. فإذا كان الحلي قد ذكر أن الإمام منصوص عليه وهو معصوم، فكيف يكون هذا الإمام أعظم من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، الذي كان ينزل القرآن مصححًا لأفعاله مثلما فعل حينما ولى - صلى الله عليه وسلم - الوليد بن عقبة؛ فنزلت الآية فيه: ﴿ كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكم في القضية المعينة باجتهاده، ولذلك نهى المحكوم له أن يأخذ ما حكم له به إذا كان الباطن بخلاف ما أظهره.
• تمهيد. • عهد أبي بكر لعمر رضي الله عنهما. ابناء عمر بن الخطاب وزوجاته. يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتقديم أفضل خدمة متاحة؛ كالتصفح، وعرض الإعلانات، وجمع الإحصائيات المختلفة، وبتصفحك الموقع فإنك تقر بموافقتك على هذا الاستخدام.
ولا نجد صعوبة في استنتاج هذا المعنى من بعض فقرات كتاب العهد نفسه، إذ يقول في إحداها: (أني استعملت عليكم عمر بن الخطاب، فإن بر وعدل فذلك علمي به ورأيي فيه، وإن جار وبدل فلا علم لي بالغيب، والخير أردت، ولكل امرئ ما اكتسب، ﴿ ويعلق القاضي عبدالجبار على ما جاء لهذه الوثيقة لقوله: (وهذا كلام من يشتد اهتمامه بالدين واحتياطه للمسلمين)والدليل على صحة إمامة عمر بن الخطاب أنه التأم في عهد شمل المسلمين، وهي الظاهرة الجلية في أيام خلافة الشيخين، استمرارًا لأيام الرسول صلوات الله عليه، إذ يقرر النوبختي (210هـ- 922م) أنه (صار مع أبي بكر السواد الأعظم والجمهور الأكثر فلبثوا معه ومع عمر مجتمعين عليهما راضين بهما)بعد أن أوضح لنا النوبختي الإجماع على صحة إمامة الخليفة الثاني، فمن المرجح إذًا أن الطعن في خلافته جاء متأخرًا عن عصره، ودليلنا أن عليًا بن أبي طالب نفسه قد أشاد بعمر بن الخطاب وشهد له.
• هو: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العدوي القرشي. هاجر زيد إلى يثرب، وشهد مع النبي محمد المشاهد كلها.وبعد وفاة النبي، شارك في حروب الردة، وقُتل في معركة اليمامة.
فهم يجمعون على صحة العهد من الإمام إلى غيره، فالعهد ليس إذًا خطأ في الدين لأن الأمة لن تجتمع في عصر الصحابة - ولا في غيره من العصور - على خطأ.
بقي الدين، فلو كان الدين يقتضي ذلك لفعله، وإلا فليس من المقبول أن يقدم على فعل ما يعلم أنه يعاقب عليه في الآخرة، ولا ينتفع به في دنياه أو آخرته. تزوّج عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عدداً من النساء، وأنجب منهنّ البنين والبنات، فيما يأتي ذكر أبناء عمر مع أسماء أمّهاتهم:هو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزّى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان، متّصلٌ بنسبه مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كان يُكنّى بأبي حفص.
ولما كان عمر بن الخطاب إمامًا للمسلمين، فإنه اجتهد في استخلافه الأصلح، ورأى أن هؤلاء الستة أحق من غيرهم، ولم يعين واحدًا منهم بالذات عشية أن يكون غيره أحق منه وأصلح للولاية (وهذا أحسن اجتهاد إمام عادل ناصح لا هوى له)ولما راجعه المسلمون ليستخلف شخصًا بعينه بالاسم رفض قائلًا: (إن الله تعالى لم يكن يضيع دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه - صلى الله عليه وسلم -، فبذلك ترك الأمر لهؤلاء الصحابة الذين مات عنهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو راض، يختارون من بينهم الذي يجمعون عليه، وله في النبي - صلى الله عليه وسلم - سوة حسنة؛ إذ إنه - صلى الله عليه وسلم - حينما رأى المسلمين يجتمعون على أبي بكر استغنى عن كتابة الكتاب الذي عزم أن يكتبه لأبي بكر؛ كما أنه ليس هناك دليل على الاستخلاف.وهكذا قام عمر بأداء أكثر الأمرين مصلحة وأقلهما مفسدة (فإن الله تعالى بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الناس على غاية ما يمكن من الصلاح لا لرفع الفساد بالكلية، فإن هذا ممتنع في الطبيعة الإنسانية إذ لا بد فيها من فساد)وكان هؤلاء الستة متقاربين في الفضيلة، فقد كان الصحابة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - يفاضلون أبا بكر ثم عمر ثم عثمان، ولم ينكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك حينما يبلغه.هذا هو التفضيل الثابت بالنص.